الزيتون هي شجرة الكتب المقدسة.

المشرق القريب مهد الديانات الموحدة اليهودية والمسيحية والاسلام ونقطة تلاقيها هي أول منطقة تكتشف نعمة الزيتون. تحمل الزيتون معان مقدسة في كل من هذه الديانات الثلاثة. 

البركة, السلام, العقل, المتانة, العمر المديد والكمال.

توراة " لأن الرب سيحملك إلى أفضل البلاد,إلى الأراضي التي تنبع فيه الجداول والينابيع في الوديان والتلال, والأنهار الجارية,   إلى بلاد القمح والشعير والكروم والتين, إلى بلاد زيت الزيتون والعسل، إلى بلاد حيث لاتأكل فيها الخبز مع الفقر(1,تثنية).

ويعتقد بأن الأشجار الثمانية العظيمة في جبل الزيتون بالقدس تشهد لصلب النبي عيسى. ويذكر في الإنجيل بأن عيسى صعد إلى السماء من هنا. عيسى هو كريستوس, والخريسما  هو المدهون بزيت الزيتون المقدس, وزيت الزيتون الصافي يعمد به المولود الحديث, والزيت الذي يقدس الرهبان الملوك والأبطال عبر التاريخ. 

ويرد ذكر الزيتون في القرآن الكريم: " يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"  (سورة النحل 11 )  " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ" (سورة المؤمنون 20")

الزيتون هي ثمرة الخبز والصبر, هي نعمة وبنفس الوقت هي أسلوب حياة, نظرة إلى العالم, هي ثقافة بمفردها, وباختصار هي جزء لايتجزأ من ثقافة البحر الأبيض. 

الزيتون هو النبات الطبيعي لمناخ البحر الأبيض. هذه الثمرة التي تعد تركيا موطناً لها استضافت الكثير من الثقافات.

تعرف آسيا الصغرى امتداد المشرق القريب بالزيتون يمتد إلى عصور قديمة جداً 
عودة الحمامة وهي تحمل غصن الزيتون بمنقارها مبشرة سيدنا نوح " انحسر الماء, وانتهى الطوفان", هي أسطورة دخلت حتى الكتب المقدسة. أليس  الأناضول هي الأراضي التي وصلت إليها جناحي الحمامة  التي أرسلت من سفينة نوح التي  جرفها الطوفان إلى جبل أغري لتحلق وتجعل حولها جوس و الذي يرجعه العلماء إلى عام   7500 ق.م؟ 
تتوزع مزارع الزيتون في الكثير من المناطق التركية حيث تمتد من تكيرداغ إلى جمليك في منطقة مرمرة وفي البحر الأسود من سينوب إلى إلى ترابزون وحتى ارتفين في الداخل وفي أيجة من جنق قلعة إلى أيدن وفي البحر الأبيض من موغلا إلى هاتاي وإلى كلس ومرعش في الداخل. ومن المعروف أن الأناضول كانت تضم 50 مليون شجرة زيتون بري قبل نصف قرن. 
وقد عثر على أوراق وأغصان وحبات زيتون متحجرة تعود إلى تاريخها إلى مابين أعوام 12 ألف و 37 ألف قبل الميلاد. توزع الزيتون على كامل حوض البحر الأبيض أصبحت حقيقة علمية. والعثور على على صور انسان قد توج بتاج من أغصان الزيتون في مغارات يعتقد بأنها تعود لتاريخ 5000- 2000 عام قبل الميلاد وجدت بالقرب من الهوجر وتيسيلي في الصحراء الوسطى في الجزائر يثبت بوجود الزيتون حتى في تلك العصور.

تقول نشرة هيئة الزيتون ( IOOC) بأن زراعة الزيتون بدأت في عام 6000 قبل الميلاد. وتحول الزيتون إلى نبتة استنباتية تعود لأاعوام 4000 قبل الميلاد. أما عصر الزيتون والحصول على الزيت وتحولها إلى منتج مطلوب تمت حوالي عام 1500-2000 قبل الميلاد. وكتجار الكريت والفينيققين الذين أبحروا من البحر الأبيض إلى الغرب والجنوب قام سكان فوجة بالتمركز في سواحل بحر ايجة وبنقل غراس الزيتون وزيت الزيتون إلى الجيران القريبين والبعيدين. 

تحتوي أوراق الزيتون على التينين, الزيوت الطيارة, الحموض الحضوية. يستعمل الشاي المصنوع من أوراق وقشرة بدن الشجرة 15% (تسريب) كفاتح للشهية, مدر للبول وخافض للحرارة. وكما يستخدم في أمراض السكري يستخدم أيضاً كمنظم لضغط الدم. ويستخدم كمستحضرات تجميل البشرة. الشامبو بزيت الزيتون يمنع تساقط الشعر ويؤمن نمو السريع للشعر ويساعد في ترميم الجلد المشعر المتضرر ويمنع تشكل القشرة. الصابون السائل بالزيتون وجيل الدوش والصابون الصلب وشامبو الأطفال بالزيت يحمي الجلد من المؤثرات الخارجية الضارة .

يمنع تجاعيد الجلد عبر تحسين الجلد وتأخير شيخوخته. الزيتون شعار المتانة. ينتشر بازدياد استخدام منتجات مستحضرات تجميل الجلد بزيتون الزيتون الطبيعي عالمياً لعدم تركه بقايا المواد الكيميائية على الجلد. وكان الزيتون مصدر الصحة والجمال لسكان البحر البيض منذ مئات السنين. وقد بين النصوص المقدسة بأنه مصدر الشفاء. 

المعطيات الواردة في الجدول أعلاه قد وردت في العروض التقديمية التي تم توزيعها في اجتماع اللجنة الاقتصادية الذي نظمه الهيئة الدولية للزيتون (International Olive Council) في حزيران عام 2014 في مدريد هي معطيات لأرقام انتاج وتصدير الزيتون التي حققتها الدول الرئيسية المنتجة للزيتون في الخمس سنوات الأخيرة والمتوقع انتاجه في الموسم الحالي. 

كما هو واضح من الجدول بأن اسبانيا هي الدولة التي تحقق أكثر انتاج لزيتون المائدة عالمياً.  وتأتي اسبانيا في المرتبة الأولى تصدير زيتون المائدة. وحسب معطيات الهيئة العالمية للزيتون تأتي تركيا في المرتبة الثالثة في انتاج الزيتون والرابعة في تصديره عالمياً.

يتم انتاج الزيتون في 37 دولة في العالم بالمعنى الاقتصادي. ومساحة انتاج الزيتون في العالم هو 9,8 مليون هكتار 95% منها تقع في الشمال في منطقة البحر الأبيض. 86% من المنتوج العالمي من ثمار الزيتون الذي يصل انتاجه إلى 13 مليون طن تنحصر في ست دول نموذجية من دول البحر الأبيض.

يتوزع الانتاج بالتسلسل منها بنسبة 26% في اسبانيا , 23% في ايطاليا,  15% في اليونان, 9% في تركيا, 8% في تونس, 5% في المغرب. وكما هو واضح بأن تركيا تأتي في المرتبة الرابعة بين الدول الدول عالمياً بانتاج حب الزيتون التي تصل إلى أكثر من  1 مليون طن.

في موسم 2013/2014 تم تصدير 76000  طن من زيتون المائدة في عموم تركيا والتي حصلت على 127 مليون دولار أميركي من العملة الصعبة. 

تحقق تصدير  زيتون أخضر المائدة بكمية 15.127 طن و من الزيتون الأسود 61.275. أما في الموسم الماضي 2012/ 2013 تم تصدير 72.261 طن من الزيتون الأخضر للمائدة في عموم تركيا وتم الحصول تقريباً على 126 مليون دولار أميركي من القطع الأجنبي. 

من ناحية تواجد الأشجار فإن حصة منطقة مرمرة من الأشجار في تركياتتحدد بنسبة 10% . ويتواجد بشكل مكثف في مناطق مثل  أيواليك, مودانيا, خليج أدرميت, أورخان غازي, ايزنيك, جمليك ويالوفا . ويوجد في منطقة أق حصار من محافظة مانيسا في منطقة ايجة 12 مليون شجرة زيتون. 

ويتحول الزيتون إلى زيت الزيتون أيضاً عبر معالجتها في المصانع.

بالإمكانات التي تملكها الأناضول فهي مرشحة بأن يكون مستقبلها مشرقاً بقدر ترسخ العمل بالزيتون فيها بالماضي. وهذه الدولة التي تضم 10% من مجموع المساحة المزروعة بالزيتون و عدد الأشجار في العالم حيث يتواجد فيها  900 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون وتقريباً 9 مليون شجرة زيتون لم تثمر بعد وبمجموع 95 مليون شجرة زيتون توسع سنوياً المساحة المزروعة بالزيتون فيها.  
 
يصل معدل قطف الزيتون في تركيا سنوياً إلى 1 مليون و 200 ألف طن. يتم انتاج القسم الأكبر منها 70-75% في منطقة ايجة. وتحصل كل من منطقة مرمرة والبحر الأبيض على حصة 10% لكل منهما. أم انتاج المطقة الجنوبية الشرقية فهي 5% من الانتاج,و أما حصة منطقة البحر الأسود فهي أقل من نسبة 1% من الإنتاج.